أن تقتُل بدونِ سلاح
قصائد للشاعرة الصينية يو ـ يويو
ترجمتها عن الصينية: يارا المصري
العِظام
ثمة 206 عَظْمات في جسدِ الإنسان
أَليسَ لكلِّ عظْمةٍ اسمٌ
لتدركَ وجودَها؟
أَليسَت كلُّ عظْمةٍ تنغرسُ
في أحلامِ الآخرِ وجسدِه؟
تقودُها إلى رحلةٍ
ثم تأمرُها بالعودةِ من جديد
أيُّ عظْمةٍ تلك؟
عظْمةُ الحزن
وعظْمةُ الفرح
كَم المسافة التي تفصلُ بينهما؟
تلك العَظْمةُ التي تصبحُ امرأةً
وتلك العَظْمةُ التي تصبحُ أمَّاً
هل هما العَظْمةُ ذاتُها؟
وحقيقةٌ أنَّنا لدينا العِظامُ ذاتُها
لكن ليس بوسعنا عناقُ بعضِنا
أسئلتي بعيدةٌ
عن أن تكونَ كافية.
أن تقتُل بدونِ سلاح
لستَ بحاجةٍ إلى سلاحٍ للقتل
بل احفرْ حفرةً في الصُّدغ
وادفنْ رصاصةً
ودعها تنمو إلى سلاحٍ
وتتركَ آثارَ جلدٍ منزوعٍ
بدون أن تكشفَ سرَّ السلاح
ثمة شخصٌ يختبئُ في الموضعِ المواجهِ للسلاح
مُحافظاً على مسافةٍ كافيةٍ
لقُبلةٍ تُمنَحُ في أي وقت
لكنه لا يُطلقُ النار
لا تجعلْ القبلاتِ تعبرُ الحدود
لا تسمحْ لهم بالنجاح
في أن يصبحَ الخطرُ ممتعاً
وأن يصبحَ الموتُ بهذه الأهمية.
الصمت
في المساء، شربتُ ماءَ البحرِ بالزُّبدة
يقولون إنه سائلٌ ينفثُ أسماكاً
تجاوزَ العنفُ المعدلَ الطبيعي
لكن صفحةَ الماءِ وديعة
كتمت اليابسةُ وَقْعَ كلِّ قطرة
تلكأ الطَّعمُ المالحُ في آخرِ اللسان
وقد نَشَلَ الصيادُ اللسان
هل اعتقدَ أنَّه سمكةٌ ناطقة؟
طعامُ العشاءِ على الطاولةِ مُهمَل
والشخصُ الذي بلا لسانٍ يتأملُ البحرَ البعيد
آملاً أن يبصقَ لسانَه.
حين أستلقي، أكونُ امرأة
حين أستلقي أكونُ امرأة
وأنهضُ
أكونُ ساقَ رجلٍ
وُلدتُ عاجزةً
أسيرُ إلى الأبدِ خلفَ الحب
حين أستلقي، أكون رجلاً
وأنهضُ
أكونُ نصفَ نهدِ امرأةٍ
مفعماً بنورِ القمر
وقوةٍ جسديةٍ لحُبِّ شخصٍ ما
نورُ القمرِ أبيض
أبيضُ حتى أنَّني لا أرى أين القُبلة
حُبُّ شخصٍ ما منهك
منهكٌ لدرجةِ أنَّ الوقتَ يتشوَّه داخلَ الجسد
حين أستلقي يغشاني الألمُ الشديد
وحين أنهضُ
أكونُ مُتيقظة.
متشككٌ يُرتابُ في أمرِه
الكوبُّ الخزفيُّ في أيامِه الأخيرة
يكونُ فارغاً
والترسباتُ ولونُ قاعِه يؤكدان
أنَّ صاحبَه
لا يحبُّ الحياةَ المُضجرة
تُراكمُ معاناتها مع الغددِ الصَّماء
وتشربُ الماءَ المغلي
الكوبُّ الخزفيُّ الفارغ
كان فيما مضى عيناً تشُّكُ في القَدَر
والفرقُ بين أن تكون فوَّهتُه إلى الأعلى أو إلى الأسفل
يكمنُ في
وحدةٍ بحجمِ غرفةٍ كبيرة
أو وحدةٍ بحجمِ كوبٍ
كوبٌ خزفيٌّ لمتشككٍ
يصقلُ شكلَه في الوحدة
ويصبحُ أعمى كذلك
الكوبُّ الخزفيُّ
يغلقُ عينيه
ويكملُ شكوكي الذاتية.
ولدت في محافظة سيتشوان في الصين عام 1990. صدر لها عدة مجموعات شعرية: “سبع سنوات”، “أنا الطُعم”، “نصف إنسان”. ترجمت قصائدها إلى اللغة الانجليزية والكورية والروسية والفرنسية واليابانية والسويدية