مدخل إلى عِلمِ رمادِ الموتى

قصائد للشاعر الصيني زانغ دي

 

 

مدخل إلى عِلمِ رمادِ الموتى

قصائد للشاعر الصيني زانغ دي

 

 

الترجمة عن الصينية: يارا المصري

 

 

مدخل إلى عِلمِ رمادِ الموتى

 

حين يُفتحُ بابُ المحرقة، يكون الموتُ قد تُركَ مهجوراً.

تتساقط حباتُ المطر في النورِ الخافتِ للأوراقِ الخضراء

وكأنَّ الزمنَ لا يَذكُرُ

أننا أيضاً زُوارُ المطر.

 

الهواءُ المُوشكُ على التجمد

أكثرُ انضباطاً من مزاج القدر،

لكن ثمةَ هاوية تشكَّلت للتوِ في الأنفاس

حيث هناك، يكون أشدُّ عذابٍ، دفيناً مجهولاً. على السير الناقل

ما عدا جسدَ شابٍ يشبه مُجسماً للحياة،

يبدو وكأنه ليس ثمة ما يستحق

استكشافه في الجحيم.

العالمُ في ألمٍ ساحق. وبيدك الغريبة

التي تقبض على المكنسة، اترك لي أخفَّ ذاتٍ لك

لي وحدي، وكأنها حيلةٌ خبأتَها عن العالم، هي العدالةُ الأخيرة.

والأمرُ الأشدُّ قسوة: وكأني حين أكون أباً جيداً فقط

أُدرك حينها أنَّ ما يندفعُ  إلى دواخلِ النفس

التي لا يُسبَرُ غورُها، الذي يهبط بسرعة

تكون الدموع أكثرَ جدارةٍ بالثقة

أكثرَ من كلِّ الحقائقِ التي أعرفها.


عن النوم

 

يحب صديقي المُصوِّرُ أن يلقتط صوراً للأشجار

قال لي أخيراً

إنَّ بإمكانِه معرفة إن كانت الشجرةُ نائمةً أم لا.

 

مثلاً، إن لم تسترحْ فيها عصافير

لثلاثةِ أيامٍ متواصلة

إِذَن، فهذه شجرةٌ نائمة.

 

وثمة استثناءاتٌ أيضاً. مثلاً، إن سَمعتَ زقزقةَ عصافير

ولم تتمكن من تحديدِ كم عصفوراً يزقزق،

إِذَن، هذه أيضاً شجرةٌ نائمة.

 

هل الأمر مُعقدٌ؟ لن يكون أكثرَ تعقيداً من اعتبارهم الحياةَ كأنها شجرة.

هل الأمر مثير؟ إن كان ثمة طيورٌ هناك

فسيكون الأمرُ مثيراً دائماً.

هل هو جديرٌ بالثقة؟ بالطبع، لا!


مائةُ عامٍ من العزلةِ للشِّعرِ الجديد

 

عن شعرك،

أظنُّ أنه يعتادُ الطبيعةَ هنا

أكثر منك.

يتخطى إشكالية الموروث.

 

حين يهضمُ الطعام، يكون مثل كوز ذرةٍ يتمايل.

حين ينام، يكون مثل كلبةٍ بريةٍ حامل.

حين يسير، يكون مثل نهرٍ صغير

يعبر جسر السكة الحديدية الشبيه بلافتة.

 

هو ينبذُ اللغة،

والسبب أن اللغةَ تأخذُ العملَ على محمل الجد،

فهي تصفعُ الزبون، وتخلع الواقي

عن أوزانِ الشِّعر، وتُعري الاستحالة.

 

هي مثل ملعقةٍ خشبيةٍ في مقلاةٍ غيرِ لاصقة

تُديرُ حربَ البازلاءِ غيرَ المُعلَنة.

رغم أنَّ حبَّات البازلاءِ تلك مُدورةٌ وممتلئة،

لكنها ليست كلمات.

 

وعن علاقتي بك،

فشِّعركَ مثل منزلٍ غيرِ مأهول،

المشهد فارغ

مثل خاتمٍ أُلتِقطَ في مكانٍ آخر.

 

حتى أنه يُنتجُ ثمارَ ليفٍ،

طازجةً

كما أشتريها من السوقِ الصباحي

وملائمةً للنكات الإباحية.

هو حياةٌ داخلَ حياة.

 

يندهشُ من عددِ المرات التي تكرَّرَ فيها،

أما أنا فأتجنبُ سؤالك إلى أين ذهبت

هذا هو شِعرُك

أجل، ثمة لحظة، يبدو أنه ليس من كتابتِك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.