قصيدة إلى عصفورٍ ميت
أقرأ فيسوافا شيمبورسكا
قصائد للشاعر: سونغ زي جيانغ (كريس سونغ)
ترجمتها عن الصينية: يارا المصري
سونغ زي جيانغ (كريس سونغ)
شاعر، محرر ومترجم مقيم في هونغ كونغ. نشر أربع مجموعات شعرية، وهو حاصل على جائزة نوسِّيدي للشعر العالمي، وهو مشارك في عدة فعاليات ومشاريع تخص الشعر، فهو المدير التنفيذي لـ (ليالي الشعر العالمية) التي تقام في هونغ كونغ، ورئيس تحرير مجلة الشعر الإنجليزية – الصينية والتي تنشر باللغتين في هونغ كونغ (Voice & Verse)
الرُّمَّان
كم لغزاً لِلَهبٍ ملفوفٍ بين طياته؟
اللسانُ ثمِلٌ بلُبِّ العقيق
في كل حبةٍ مرارةٌ تبحث
عن بذورك المخبأة.
تركتَ لي قطراتٍ حلوة
وتركتَ لي قليلاً من المرارة أيضاً
هل يمكن لحركةِ اللسانِ ذهاباً وإياباً
أن تُقَبِّلَ تماماً صبرَ الوجه؟
أذكُرُ أنَّك محبٌّ للأدب، متوَرِّد
مثل بتلات تتفتح، تُنضجك التغيراتُ الموسمية،
قلِقٌ، لكنك مستمر
الحبَّاتُ المتراصَّة
تطوي عروقاً مكبوتة
مَن قال إنَّ السكون ليس شكلاً من أشكال العزلة يحثُّ لهبَك؟
ثمة أحيانٌ، يشبه فيه الواقعُ عاصفةً
يضرب بأغصانِ الأشجار نافذةَ القلق،
أنتَ، المُستكين، تَعُدُّ الأيامَ بصمتٍ تحت النور الهادئ
وصبري يفكُّ لغزَ لهبِك
مرَّةً تلو الأخرى.
صلاة
بدون عينين، بدون أذنين، بدون لسان
لكن ثمة إدراكٌ كاملٌ لما ينويه الفؤاد
هو، لا يعيش في العالم، بل يسكن
في يسارِ القلب، ويعبثُ بضرباتِ قلبك أحياناً. هو
يرسمُ منمنماتٍ على جدرانِ قلبك، يُرهِق ذهنك
ثم يسير على جسرك، إلى اليمين
لِيُصمِمَ رغباتك. ثمة أحيانٌ
يكون مثل عَلقَةٍ في القلب
يمتص إخلاصك ودمك. وثمة أحيانٌ أخرى
يكون ظلالاً في القلب، يستمر في الامتداد إلى ما لا نهاية
يُخيفك. لا يترُكك مطمئناً أبداً
يغرسُ في قلبك
الألم، اليأسَ، الخُناقَ، إلى أن تعجز عن تَحمُلِ صمتِه
فتصرخ: يا إلهي، إنه أنا!
قصيدة إلى عصفورٍ ميت
أقرأ فيسوافا شيمبورسكا
ترقد جثةُ العصفور الأخضر الغامق على الأرض الطوبية ذات اللون الأحمر القاتم
جناحاه المضمومان المتخشبان يحجبان موتاً صغيراً
موتاً، أكثر هدوءاً، أكثر أناقةً
من صفَّين من النادبين النائحين المضطربين
موتاً لا يدفعُ أحداً إلى أن يتحسَّر في أعماقِه.
كانت أغصان الأشجار التي سكنها من قبل خضراء كما كانت
لعلَّ موتَه أكثرُ مهابةً من موتنا. أكتبُ كلمات الرثاء هذه
لأجل الأسرار على أطراف جناحيه. الانتظار بصمتٍ من طقوسه
حين يضع فرد من طاقم قسم الغذاء والصحة البيئية جثته في كيس الحْجرِ الصحي
ويلقيه في المحرقةِ الجهنمية
سيغادر كوناً أكبرَ منه، وسيصبح سراً أصغر
من الكون.
تلك النقطة الخضراء الغامقة الراقدة على الأحمر القاتم
سيُدفَنُ وجودُها الصغيرُ عميقاً في الفراغ الهائل
مثل شعاع نور على وشك أن يهوي في الثقب الأسود للمعنى
أكتُبُ كلمات الرثاء هذه لأجل الأسرار على أطراف جناحيه
الريح الباردة تتغنى بتكهنات الموت، وأنا أتغنى بشكوكي حيال تلك التكهنات.